حوار قرآنى مع شاب يابانى

حوار قرآنى مع شاب يابانى



فى وجود مترجم سألنى شاب يابانى يدرس "الاديان المقارنة"
عن معنى الايه "نحن نقص عليك أحسن القصص"قائلا لى:
هل معنى هذا ان قصص القرآن فيها تشويق "وأكشن" وحوار أحلى من روايات "ديستوفسكى" ونجيب محفوظ

قلت له:
نعم ولكن دعنى أركز الان على مضمون القصة..فهو ارقى وأعضم من كل ما يكتبه البشر
حيث الدرس والعبرة والمعلومة التى تسلط الضوء على خبايا النفس:وخذ على ذالك مثال "قصة قابيل قاتل آخيه هابيل" فهى تخبرنا ان المواهب التى أعطاها الله للانسان هى فى حقيقتها محايدة لا "مع" ولا"ضد"..الانسان هو الذى يوظفها...هو المؤلف والمخرج والسينارست...وهى الممثل المكلف بدور


وهب الله قابيل وهابيل العقل واليد واللسان
فكيف سخرها كل من الشابين؟
احدهما أطلق لسانه بالقول "لاقتلنك"
واللآخر قال "لئن بسطت الى يدك لتقتلنى ما انا بباسط يدى اليك لاقتلك"
أحدهما رفع يده بالحجر الثقيل والقاه على الاخ الشقيق
والآخر آبى ان يحمل فى وجه أخيه ولو حجراً صغيرا
أحدهما أعماه الحقد فعطل عقله وغيبه وألغاه
والآخر أستقبل المأساة بعقل مؤمن يدرك ان الله مع المظلوم
فاللسان واليد والعقل إذن "ومعهما كل أدوات الحياة" يمكن أن تبنى ويمكن أن تهدم

لا معنى أبدا لعبارة تقول:
"العلم شر لانه يصنع الرصاصة القاتلة... والفن خير لانه يرسم اللوحة الجميلة"
العبرة بالاستعمال..."أسلمة " ام "شيطنة"
كل العلوم يمكن تسخيرها للاصلاح او للافساد
وكل الفنون قد تكون جميلة وقد تكون قبيحة

فمن يملك أن يسئ للنشيد الاسلامى والغناء الطيب؟
ومن يملك يوم العرض على الله ان يصف رقصات الباليه المائى والجمباز الايقاعى ب"الفن الجميل"
هذا هو الفرق بين فن وفن وعقل وعقل ولسان ولسان
هذا هو الفرق بين قابيل وهابيل